تاريخ الدول

متى ظهرت الكتابة الهيروغليفية؟

ظهور الكتابة الهيروغليفية في الحضارة المصرية القديمة

عُرِفَت الكتابة الهيروغليفية في إطار الحضارة المصرية القديمة بأنها اكتشافٌ مذهل ينضم إلى رصيد الإنجازات العظيمة مثل الأهرامات وأبو الهول والمومياوات. إنها تشكل جزءًا مهمًا من تراث هذه الحضارة المذهلة. تُعَرِّف الكتابة الهيروغليفية بأنها نظام قديم للكتابة يتضمن رموزًا وصورًا تُمثِّل الأشخاص والحيوانات والأشياء. وقد تمَّ اكتشاف هذه الرموز منحوتة على الجدران لأكثر من 5000 عام، وظلَّ استخدامها حتى القرن الرابع قبل الميلاد. عُثِرَ على هذه الرموز في المعابد والمواقع الأثرية والمقابر المصرية القديمة، بالإضافة إلى ورق البردي.

تعدد رموز الكتابة الهيروغليفية وأهميتها

تضمَّنت رموز الكتابة الهيروغليفية مجموعة متنوعة من الرموز، حيث تمثل بعضها الأفكار والمفاهيم (إيديوجرامات)، وبعضها الآخر يمثل الأصوات (فونوجرامات)، وكذلك رموز تُمثِّل الكلمات. واللافت هو غياب أي علامات ترقيم في هذه الكتابة. كما أن الكتابة الهيروغليفية قابلة للكتابة عموديًا وأفقيًا. مع مرور الزمن، تطورت اللغة المصرية القديمة إلى لغات أكثر سهولة واختصارًا من الهيروغليفية.

بداية استخدام الكتابة الهيروغليفية وتطورها

في بداية ظهورها، استُخدمت الكتابة الهيروغليفية والهيراطيقية بشكل رئيسي لتسجيل الكلمات الفردية، بما في ذلك أسماء الأفراد والأماكن والسلع. ثم تطورت مهارات الكتابة وتقاليد الكتابة الهيروغليفية خلال فترة الأسرة الثالثة (حوالي 2686 إلى 2613 قبل الميلاد)، مما سمح بالتحول إلى الكتابة النثرية المستمرة. وازدادت شهرة هذه اللغة بفضل كتابات مثيرة مثل قصة مملكة سنوحيت الوسطى وسير الفراعنة الهامة.

مراحل تطور اللغة المصرية والكتابة الهيروغليفية

عرفت اللغة المصرية القديمة بمراحلها المتعددة، حيث يُعتَبَر تاريخها إرثًا تراثيًا مهمًا. تُقسِّم هذه المراحل عادة إلى خمس مراحل رئيسية:

  1. المصرية القديمة: تعود إلى حوالي 2600 إلى 2100 قبل الميلاد، وتعد أقدم مرحلة معروفة من اللغة المصرية.
  2. المصري المتوسط: ظهر حوالي 2100 إلى 1600 قبل الميلاد، واستمرت طوال تاريخ مصر القديم.
  3. اللغة المصرية المتأخرة: استخدمت بعد 1600 قبل الميلاد، وشهدت تطورًا في القواعد.
  4. اللغة الديموطيقية: نشأت حوالي 650 قبل الميلاد، واستمرت حتى القرن الخامس الميلادي.
  5. اللغة القبطية: تعتبر المرحلة الأخيرة من اللغة المصرية القديمة واستخدمت منذ القرن الأول الميلادي.

أهمية فك شفرة الكتابة الهيروغليفية واكتشاف الديموطيقية

تم فك رموز الكتابة الهيروغليفية بجهد كبير في القرن التاسع عشر. منحت هذه الفكرة تجديد الحياة للتواصل مع الأجيال القديمة. كان جان فرانسوا شامبليون، الفتاة الفرنسي الذكي، هو الذي فك شفرة هذه الكتابة الغامضة بعد جهود عديدة. قام شامبليون بفك شفرة الديموطيقية أولاً، ثم استخدم معلوماته لفهم الهيروغليفية في عام 1822. تم نشر ملخصه الشهير في عام 1828، وهو ما يعد اختراقًا حقيقيًا في فهم الهيروغليفية.

استمرار الاهتمام بالكتابة الهيروغليفية

على مر العقود، لم يُظهِر العديد من علماء المصريات اهتمامًا كبيرًا بالفترات الأخيرة من تاريخ مصر القديم أو باستخدام الديموطيقية لدراستها. ولكن انقلب الأمر تمامًا في سبعينيات القرن الماضي، حيث عاد الباحثون الصغار السنّ إلى دراسة الديموطيقية، مدركين الفرصة الكبيرة للبحث والتفكير الأصلي.

زر الذهاب إلى الأعلى